أول الكلام


نقرأ معاً.. نفكر معاً..الحياة مشاركة




السبت، 13 سبتمبر 2014

السجينة



كيف يمكن التعبير عن هذه الرواية المؤلمة؟
الفكرة الأولى التي تبادرت إلى ذهني عند الانتهاء منها أن اسمها ربما يجب أن يكون عمرا في الجحيم وعمرا في النعيم. تحكي هذه الرواية قصة مليكة أوفقير ابنة الجنرال المغربي محمد أوفقير ، الذي قام بانقلاب عسكري على الملك الحسن الثاني واغتياله. فشل الانقلاب واعدم أوفقير والقيت عائلته المكونة من زوجتة واولاده الخمس في سجون مؤلمة ومزرية وفي طفولة منكوبة طوال عشرين عاما، دخلتها مليكة يوم ان كانت فقط في ١٨ من عمرها، في حين لم يكن أخاها الصغير قد تجاوز الثالثة من عمره.

ربما أقسى مرحلة في مرحلة السجون التي دخلوها حين تم فصلهم- في أحد المراحل- في سجون ثنائية مجاورة لبعض تم تحديد ساعات خروجهم فيها بحيث يصعب ان يتم لقائهم، ودون أن يتمكنو من رؤية بعضهم لمدة ست سنوات كاملة رغم تشاركهم في نفس جدران السجن!
من الصعب تخيل العذاب الذي لقيته هذه العائلة التي كانت من أثرياء المملكة ومن المقربين للملك لدرجة ان الكاتبة قبل انقلاب والدها، قد تم تبنيها من قبل الملك محمد الخامس وعاشت حياة ملكية استثنائية حتى الثامنة عشر من عمرها.
الكثير من الاسئلة راودتني وأنا اقرأ ما ذكرته مليكة عن حياة الملك الحسن الثاني ثم ابنه محمد الخامس وكأنها كانت تحكي عن حكاية من ألف ليلة وليلة..نساء وجواري ومسابح وقصور وحدائق وسينما خاصة فقط من أجلهم. ترف ملكي اسطوري. زادت اسئلتي حين كانت مليكة تروي بفخر لقائها بأبن أحد القادة الاسرائيليين في لندن. وكيف انهم بعد خروجهم من السجن والتعذيب عُرض عليهم الهجرة الى اسرائيل من قبل المملكة المغربية !!
وماذا عن الجنرال محمد أوفقير.. ترى كيف تعامل مع خصومه قبل انقلابه العسكري؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق