أول الكلام


نقرأ معاً.. نفكر معاً..الحياة مشاركة




السبت، 13 سبتمبر 2014

كيف تخلينا عن التاريخ


طوال عهدنا ومدة دراستنا واطّلاعنا باللغة العربية ، لم تتوقف المصادر التاريخية والجغرافية والادبية العربية من الاصرار على تسمية الخليج المتاخم للدول الخليجية و ايران بالخليج العربي، رغم إصرار المصادر الايرانية والغربية على كتابتها واعتبارها الخليج الفارسي. ولكن هذا الاختلاف لم يثني الدول الخليجية من الاصرار على تسميته حسب هويتنا واقتناعاتنا وحتى اليوم ما زلنا نسمي الخليج الذي تطل عليه دول مجلس التعاون بالخليج العربي. بغض النظر عن التسمية الصحيحة فإننا بقينا متمسكين بها عبر السنوات والاجيال الماضية ولم نتخلى عنها حتى الآن الجزائر تم احتلالها واستيطانها من قبل الفرنسيين الذين حاربوا العقيدة الاسلامية فيها وحاولو تقوية وجودهم العسكري والثقافي فيها، واخمدوا ثوراتها الكثيرة، وتم منح المستوطنين مساحات شاسعة ، وبلغ عدد المستوطنين الاوروبيين فيها ما يقرب المليون مستوطن من جميع الجنسيات الاوروبية في نهاية القرن التاسع عشر. ورغم ذلك بقى اسم الجزائر واضحا ، وظل اسم المحتل واضحا، ولم يتم تغيير اسم الجزائر الدولة الى فرنسا الدولة لا في الخرائط ولا في الاجتماعات ولا في الوثائق. بقى هناك احتلال ومحتل، استيطان ومستوطن.
Like
إذاً الخليج العربي ظل خليجا عربيا في خرائطنا رغما عن الخرائط الدولية والايرانية، والجزائر بقت الجزائر رغم الاستعمار الفرنسي الذي طال اكثر من ١٠٠ سنة. ولكن ماذا حدث لفلسطين بالمقابل؟
وسائل الاعلام العربية اصبحت تعرض خريطة فلسطين مكتوبا عليها اسرائيل بكل وضوح ، فيما هناك مساحة لغزة ومساحة اخرى للضفة الغربية . كيف حدث وأن تنازلنا عن اسم فلسطين من خرائطنا واعلامنا وحضورنا البصري؟
ماذا يمكن للأجيال القادمة ان تتعلم من ذلك وهي تشاهد الخرائط العربية تشير الى فلسطين المحتلة باسم اسرائيل ، ولم يمضي على النكبة سوى ٦٦ عاما ؟ أليس هو استعمار واستيطان مشابه لم فعله الفرنسيون ؟ لماذا نغير جلدنا ؟
في حفل افتتاح دورة الألعاب العربية الثانية عشر في قطر وبحضور رسمي عربي وعلى رأسهم رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس" والأمين العام لجامعة الدول العربية "نبيل العربي" عرضت قطر خريطة فلسطين مبتورة ومقتصرة على الضفة الغربية وقطاع غزة !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق