أول الكلام


نقرأ معاً.. نفكر معاً..الحياة مشاركة




الاثنين، 11 يناير 2016

حديث الذات

نُشرت في مجلة التكوين ، سلطنة عُمان ، العدد الثاني ديسمبر ٢٠١٥


( حديث الذات)
هل تحتوي بعض جمادات الحياة على سحرٍ يجذب الناظر إليها؟ أهو الانسان الحيّ من يتنفس فيها الحياة أم هي العين الناظرة تلك التي تُسقط اختلاجاتها واحتياجاتها على الجماد فتبعث فيه الوميض ؟
أُدرك تماما متى أقع في حب لوحة .. ولا يكون ذلك الا حباً من أول نظرة وبذلك أعلم أنه حبٌ خالي من حسابات المنطق والحياة والربح والخسارة . وإذا أطلت المكوث أمام أي لوحة أكثر من دقيقة فهذا بالتأكيد أول علامات الاعجاب الذي يتبعه الحب ثم الشغف ثم الرغبة في تملك تلك اللوحة. تتوالى الطقوس ، أبتعد عن اللوحة قليلا ، أتأمل في ما سواها ، أراقب شوقي في العودة اليها ، فاذا عدت اليها أكثر من ثلاث مرات فهذا دلالة على أن طقوس الحب  قد اكتملت ولابد للوحة أن تكون قرينتي. لوحة واحدة فقط حتى الآن تمنيتُ حينها لو أني سرقتها وخرجت بها من المتحف ولهذه اللوحة حديثٌ آخر !

( حديث الحروف)
الكتب كالوجبات تماما كل نوع منها يلبي جانبا من جوعك، ورغبتك، واشتهائك لنوع الطعام، بعض الكتب كحبات الشيكولاتة التي تمنحك التفاؤل والاحساس بالجمال، وبعضها كسلطة صحية لابد منها لتقوي فكرك وتمنحه أساس المعنى، بعضها كحبات المكسرات التي تلتهمها وأنت أمام فيلم مشوق، وبعض الكتب لا يمكن تصنيفها لأنها تمنحك من كل الاحاسيس الحلوة والمرّة والمالحة طرفا من اللذة، هذه النوعية تمنحك اكتفاءً فكريا طويلاً ، لأنها تستعمر ذاكرتك وتوجه قراءاتك الأخرى ، وتعيد تفكيرك في ذلك الصدأ المتراكم في ذاكرتك .

( حديث الحياة)
في مؤتمر يجمع بين محبي اللغة العربية وكتّاب القصة للطفل والمهتمين بها، يركز مجموعة من الضيوف على الاهتمام باللغة العربية، وأن نترك جانبا تعليم الطفل اللغات الأجنبية ، رغم سمو الهدف يبقى غير واقعي ، وينسى الضيوف في خضم حماسهم أنهم جميعا خريجو جامعات أجنبية. دائما هناك وصفة صحيحة للتوازن يجب البحث عنها اذا اردنا تحقيق الهدف.

( حديث الموسيقى)
أتوق أن تُحدثني
وأن ترسل الأقمار ترصدني
أتوق أن تلاحقني
لأسمع صوت خلخال يراقصني
أتوق أن تُغرقني
في اليمّ حباً وتقتلني
أتوق أن تتركني
على رمال الشطّ فتغسلني
أمواج الشوق وحرقة الشمس
أتوق أن تحدثني

همساً كذِكرِا في عتمة الليل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق