أول الكلام


نقرأ معاً.. نفكر معاً..الحياة مشاركة




الأربعاء، 18 فبراير 2015


الحسين والعراق وقطار الحياة الذي رحل !




وكل عام حين يعشب الثرى نجوع

ما مر عام والعراق ليس فيه جوع

سيعشب العراق بالمطر

أصيح بالخليج يا خليج

سواحل العراق بالنجوم والمحار

كأنها تهم بالشروق

فيسحب الليل عليها من دمٍ دثار

بدر شاكر السياب

غياب
بعد سبعة وعشرين عاما من الفراق عن جنان أهل البيت في العراق عدتُ وأنا أحملُ في داخلي شوقاً ممزقاً فوجدتُ العراق أشد تمزقاً، فبقايا الحسين مقبورة تحت ألف وألف من الغافلين ! بدا لي وكأن العالم ماضيٍ في سخريته تاركاً العراق متخبطاً متقهقراً الى الوراء. هل يحق لنا أن نهمس ونقول أن في بلاد الرافدين نشأت أولى المراكز الحضارية في العالم وعلى امتداد ٨٠٠٠ سنة أنتجت العراق الأكديين والبابليين والآشوريين ، وأول قوانين مكتوبة في تاريخ البشرية المعروفة بشريعة حمورابي ؟ ألم تصبح بغداد فيما بعد في العصر الذهبي للاسلام ولمدة خمسة قرون أعظم مدن العالم في العصر الوسيط ومدينةً كوسموبوليتية بلا منازع أي مدينة متداخلة الثقافات؟

 بجوار آبار النفط وجدتُ بقايا المنازل الطينية، والفقراء الصغار الذين يتجولون لبيع سلع يمكن أن تعدّ من تراث غابر، الخطاب الديني يسيطر بقوة على كل شيء فلا وجود هنا لأسماء المكتشفين والمخترعين والشعراء العراقيين .. لوهلةٍ يُخال لك أن كربلاء والنجف منفصلة عن العالم الخارجي، تعيش في قوقعة دينية عجيبة، فحتى أسماء الشوارع والأنفاق ومحلات الفواكه والهواتف لا تجد فيها غير صدى الشخصيات الدينية .. بحثتُ عن نزار وناظم والسياب.. بحثت عن بابل وآشور.. بحثت عن تلك الحضارة العريقة ،  لكنها العراقة التي بقت والحضارة التي رحلت ! رحتُ أردد إحدى مواويل ناظم الغزالي وهو يقول :

فوق النخل يابه فوق النخل

مدري لمع خده يابه مدري القمر فوق

والله ما ادري باليني بلوه !

لكن العراق اليوم خالي من الثقافات ، وبنخل ٍ غير مثمر وقمرٍ يخجل من أن يطل على بلاد النهرين التي تبدو مقطوعة الكفين !

نحو كربلاء

في طريقي لأول خطواتِ حنين مكبوت إلى حضرة المولى ، سلب لبي هتاف رجلٍ كان يحاور صاحبه بالقرب من حضرة الحسين الشريفة :  “ والحسين أجيبلك اياها “ ! دخلت كلماته في قلبي ، وسيقول الجاهلون الذين تستهويهم هواية الاتهام بالشرك - وكأن الله أنزلهم رسلاً محدثين - وكلما أقسم القلب بحبيب أنه شركٌ وبطلانٌ وغلّو،  وأقولُ والله أن هذا لهو العشق الحلال ، فبحق الربّ الذي خلق السموات والأرضين إني أُحب الحسين ومن أجل منزلته ووجاهته أحقق لك مرادك ! هكذا سمعتُها وهكذا ترجمها قلبي. وحين تحاملتُ على خطواتي أن تتحرك باتجاه الحسين وجدتها تدفعني الى الوراء وكأن وجداني يريد لهذه المسافة أن تطول وحتى يبقى شوقي متهجياً مسحوراً وأنا أقطع الخطوات بسلامٍ نادر لا يمكن أن تنعم به أراضي العراق الأخرى.  هو الحسين الذي فارقته منذ أمد طويل، هو الذي أتيتهُ أطلب الدواء لقلب ضامي لا يعرف سبيلا الى الارتواء إلا بالشكوى في قربهِ العجيب . وحين لثمت صرحه توقف بي الزمن وغاب عني المكان، ولم تسعفني سوى كلمات الجواهري أرددها ( وطفتُ بقبرك طوف الخيال، بصومعة المُلهم المبدع )، ( فداءٌ لمثواك من مضجع، تنور بالأبلج الأروع ) ، ( شممتُ ثراك ..)  وهنا تقطعت بي الأنفاس وخالجني الشك في أن تكون قصيدة الجواهري وحيا سماويا لا شعرٍ بشري !


وحين أفقتُ من غيبوبة الشوق الطويلة وأدركتُ أني في يقظةٍ أشبه بحلمٍ فردوسي، جلستُ أتأمل المكان والزمان، فهالني اني أطلقت بعض العنان لتوقعاتي، وكان مطلبي أن أرى المكان يضج بالجمال والبساطة، فوجدتهُ فاخرا على نحو آلمني، وجدته مترفا بكل تلك النقوش والزخارف على نحو أجبرني ان اتطلع اليه وتوقفت كلماتٌ وددت ان اقولها ( وتمثلتُ يومك في خاطري، ورددتُ صوتك في مسمعي)، وراودتني كلماتٌ أخرى للجواهري ( وخلت وقد طارت الذكريات ، بروحي الى عالم ارفع)  وهمستُ سرا ( أُريد الحقيقة في ذاتها، بغير الطبيعة لم تُطبع) وفقدتُ لأوقاتٍ غير قليلة تأملاتي الهادئة، فإذا ما أخبروني أن البنيان يموله الزوار الإيرانيون وهم السباقون دوما إلى تشييد المراقد الشريفة أينما وجدت ، طفقتُ أبحث عن العراق عند أقدام الحسين، عن الكوفة وكربلاء وبغداد ، وتمنيت أن تكون سماء الحضرة الشريفة وجدرانها وزخارفها عراقية أصيلة ، عربية الطابع والمُحيا تستند في قوتها من هويتها ومن حضارتها العتيدة ومن جذورها التي سقتها أنهار دجلة والفرات .

التطبير لجلد الذات

نحن بحاجة الى جلد الذات نفسيا وفكريا بل وإهراق دمها لا على طريقة التطبير الدموية المخزية التي تهرق دمك لتفقدك الوعي والتفكير، بل جلدا يعيد الينا الوعي والتدبير . يا علماء الدين الأخيار لطالما كنتم صمام الأمان، عليكم بالعراق ، عليكم بهذا الكنز قبل أن يسرقه الاستعمار القادم من الخارج والاستعمار الذي تم استزراعه محليا، والذي لا ينتج غير الفقر والجهل واعادة إحياء الماضي دون عصرنه وتفكير. ما الذي يجبر النساء العراقيات على التسول، ما الذي يجبر الاطفال أن يفقدوا كرامتهم قبل أن يفهموها وهم يمدون ايديهم الى العابرين والزائرين بل وحتى عند نقاط التفتيش الكثيرة. ثم ما الفرق الذي يشكله ذلك كله لامرأة مثلي ، أدركتْ ارستقراطيتها حين سافرتْ بطائرة مريحة الى النجف ، ومن ثم في حافلة سياحية مكيفة وفخمة الى فندقها في منطقة آمنة تجاور المرقد الشريف، لتتلقى وجباتها الثلاث بكل هناء، ولتتمتع بخدمات الانترنت ، وثم تتجاوز بعضا من برك الماء والطين الكثيرة ، والأيادي المتسولة والخراب الذي يحيط بها من وراء هذه الاسوار لتصل الى المسجد في دقائق بسيطة وتبدي انبهارها بكل هذا البهاء والجمال والفخامة والنظافة المطلقة التي تتمتع بها المراقد الشريفة ؟ كيف تقام بيوت الله بهذه الكثافة والنظافة وبيوت عباد الله وبلدانهم خربة قذرة ؟ انصروا البيوت الخربة المتهاوية والبطون الخاوية  فاذا ما وجد الناس بيوتهم نظيفة وآمنه عمروا بيوت الله وأفنوا فيها أنفسهم. يا لثارات الحسين التي وأدتها العقول في كلمات إنشائية لم تُجدّد من معناها ومتطلباتها وبقت أسيرة سياق الثأر والقتل وحصرت مفهوم الثأر في استعادة حقٍ من قتلةٍ غيبهم الله والتاريخ منذ أمد بعيد ، وأكرم أولياؤه بذكرٍ ومجدٍ تليد ، ووعد مناوئيهم بالدرك الأسفل من ناره وكان وعد الله مفعولا ؟ ما هي الثارات التي نطالب بها اليوم وعباد الله غارقون في طلب الحياة وسط الموت والفساد؟ أي ثارات والدوائر العراقية الحكومية تشهد فسادا لم تعرف له العراق مثيلا من قبل، البلاد كلها تحت سرقة ونهب مكشوفتين ! لماذا لا تكون هذه الثارات من أجل وقف هذا الفساد والدمار ، لماذا لا تكون صرخة الثأر هذه ضد سرقة تاريخ ودين وحضارة وبشر ما زالوا يقاومون مصائرهم،  لماذا لا يكون العراق  كما يجب أن يكون حرا بالحسين !

يا علماء الدين العراقيين ، يا من كان للعديد منكم سبق مقاومة الطغيان ويا من لكم اليوم كل هذا الوجود والتأثير في الوعي الشعبي العراقي ، ما أحسن ان تبصروا ما يجري، ما أحسن ان تقوموا بتوعية هذا الشعب وتثقيفه وبناءه من جديد ، ليعيش في الحاضر من جديد لا حتى يستمر في العيش على وقع الحسين قبل ١٤٠٠ سنة، بل على وقع الحسين اليوم وبنفس الإباء ورفض الهوان ، ورفض الجهل والخرافات وإقصاء البحث والتفكير في نهضتكم الفكرية . ألسنا نطالب بنهضة تشابه نهضة الحسين، أين هي تلك النهضة اليوم في العراق ؟ ألم يصبح البعض يترحم على عصر الطاغية صدام الذي لم يترك بيتا من غير شهيد او قتيل، وأصبح كل قلب عراقي مأتما ينعى ذويه، لكن القانون كان حاضرا بكل قوة، ولم تكن العراق خرابة فكرية وثقافية ومدنية كما هي اليوم !

ستة ملايين عراقي يعاني من الفقر ومع ذلك الكثيرين منهم لا يعمل ، ولا يمكنك إلا ان تلاحظ استياءالعراقيين من التأخر الدائم في إنجاز المعاملات. ترى لماذا تنتشر العمالة الاسيوية في العراق والعراقيون يعانون من الفقر والبطالة والجوع؟ تخبرني إحدى العراقيات ان شركة زوجها للتعمير قامت بتوظيف كادر عراقي لبناء منطقة سكنية حديثة، لكن بعد فترة قليلة تم الاستغناء عن الكادر العراقي واستبداله بآخر من بنجلاديش او الهند والسبب ان العراقي لا يلتزم بالعمل والشركة تتعرض لخسائر اذا ما اخلفت مواعيد تسليم المنطقة السكنية ! عدد من الرجال العراقيين اصبحوا يفضلون البقاء في منازلهم، لتقوم نسائهم بكفالة المنزل من خلال عملهم في خدمة المنازل الأخرى ! المراكز التجارية مثلا لا تفتح قبل الحادية عشر، الشكوى مستمرة من سوء الخدمات الصحية، المسافات بين المناطق اصبحت هما كبيرا بسبب كل تلك العراقيل الأمنية ونقاط التفتيش والشرطة ، والتفجيرات كالخبز اليومي عليك ان تتناوله كل يوم حتى يأتي اليوم الذي يحرقك فيه تنور الخبز ويقضي عليك !


 شعائر ؟؟
في قصة تصور رحلة سعي روحي مميز يقوم بها الحاج كومبوستيلا في روايةٍ للكاتب اللاتيني باولو كويلو، ينطلق الراوي في رحلة حجٍ على طرق قديمة كان يعبرها حجاج القرون الوسطى في واحدة من أهم المزارات الدينية في الغرب. في الطريق يقوم الراوي بتعلم ممارسات بسيطة تمده بالطاقة والشجاعة، “ويتعرض فيها الراوي الى تجارب روحية كثيرة يكتشف معها معان جديدة للحب والورع والموت والألم” هذه الرحلة المميزة مقاربة في أثرها الروحي مع ما يفعله الزوار العاشقين من العراقيين وغير العراقيين في رحلة سعيهم السنوية مشياً على القدمين من كل حدب وصوب نحو مقام الحسين في ذكرى الأربعين. ما كان يسعى اليه الراوي في الحاج كومبوستيلا هو اكتشاف سرٍ ما لكن ما الذي نسعى اليه من هذه الرحلة الروحية المميزة نحو الحسين؟

 في أيام المشاية يلقي الألاف بمتاع الحياة ورائهم ولا يتزودون الا بالقليل وهم يسعون الى الحسين مشيا من النجف وحتى كربلاء وهي مسافة تبلغ ٧٨ كم و يمكن ان تمتد الرحلة الى عشرة ايام تتعطلّ  فيها الدوائر وتتوقف أعمال الناس وتُقفل العديد من الطرق وتُكثف الحراسة الأمنية وتُبذل الملايين من أجل ذلك،  وتبقى الشعائر حائرة ضائعة ما بين الرحلة الروحية التي يصفها كل من خاضها بأنه لا مثيل لجمالها وصفائها والتي تطارد روحي وأقدامي لأذهب مشياً الى أبوعبدالله وبين الأسئلة والكلمات والحروف التي تسابقني .. ماذا لو ؟ ماذا لو ؟ كيف يمكن القبول بتوقف الناس عن أعمالهم لعشرة أيام وتجميد الامور الحياتية للألاف وغيابهم عن أعمالهم ومدارسهم وما يقيم وأدهم وتعطيل أعمال الكثيرين من أجل شعيرة رائعة في جوهرها؟ لابد من السعي للتوفيق بين ذلك كله !

 المحزن أن ثورة الحسين أُستهلكت واخُتزلت في الطعام واللطم والمسيرات فقط . المضايف التي تقام على شرف الحسين أكثر من أن تُعد، وهناك عدد مهول من الحسينيات التي تنتشر على طول المسيرات من المناطق العراقية المختلفة الى كربلاء. لماذا لا تُستغل أيام المشي لتثقيف الناس وتنوير عقولهم وتوعيتهم بالعمل والاخلاص ؟ أليس هذه كلها أجزاء مهمة من فهم الدين؟ لماذا لا يتم توجيه هذه المسيرات والافادة منها في أهدافٍ أسمى من ملئ البطون، لماذا لا تُخصص نصف هذه المضايف موائدها للنازحين واللاجئين والجائعين على شرف الحسين؟ ليس كل الزائرين ـ وان كان بعضهم يعتمد على هذه الموائد في طريقة الى كربلاء- بحاجة الى هذه الكميات التي يُتلف منها الكثير وستة ملايين عراقي يعيش على أقل من دولارين ونصف يوميا؟ ماذا افعل أنا الزائرة القادمة من بلاد نفطية بمضيف عراقي يفيض نفطه ويقضي ابناءه جوعا وفقرا وأقضيه  أنا في التبرك بطعامٍ  يُقدم باسم النذر وغيره في مضيف ذو خمس نجوم ؟

 لماذا لا يتم تخصيص نصف الحسينيات التي لمحتُها على طول الطريق من  مدينة كربلاء الى مدينة الكاظمية لايواء المشردين والفقراء والنازحين على شرف الحسين؟ لماذا لا يتم خدمة هؤلاء النازحين والمحتاجين والرعاية بهم وتأهيلهم للحياة والعمل على شرف الحسين أيضا، بدلا ان تُخصص جميعها لإقامة العزاء والمواكب الشكلية ، أليس من الأجدى ان نقوم بشعائرنا على أكمل وجه لفظا وتطبيقا، فنردد الشعائر في حسينية لنطبقها فعلا وعملا في الحسينية المجاورة وجميعها على شرف الحسين عليه السلام؟

 على طول الطريق ومنذ خروجك من مطار النجف تصدمك الكميات الهائلة من الأوساخ والبقايا والمخلفات على جانبي الطريق، ما أحسن ان تقوم نصف المواكب التي تسير الى الحسين بالسير إلى حيث يرقد علي يعسوب الدين ، فينظفون المدينة على شرف الحسين وعلى شرف الأمير علي عليه السلام ولا بأس أن يفعلو ذلك وهم يرفعون الأعلام  الحسينية والعلوية والفاطمية ، ما أجمل أن يكون الحسين هدفا ودرسا وتطبيقا وتغييرا ودماء جديدة تعلّم وتثقف وتغير  وتنتج وتبدع ! الحسين ليس طعاما يُهدى للبركة فقط يا موالين، الحسين مشروع نهضوي لإعانه المحتاج ومساعدة الفقير واطعام الجائع وايواء المشرد ومحاربة الفساد والكسل ، هو ليس رهين ثقافة النذر والبركة التي لم يتم توجيهها وتحديثها حسب حاجات اليوم ومتطلباته ، وبإسم الحسين يمكن ان نقيم الاعمال التطوعية والخيرية والإعمارية، كل هذا يمكن ان يكون على شرف الحسين.

 ولكن من يمكنه ان يقوم بتوعية هذه الفئات البسيطة من الشعب ان الحسين ليس طعاما ولطما ومسيرة وعَلمَا يحملونه حتى مرقده وأن الحسين يمكن أن يكون قطار التغيير الذي يبدل مستقبل العراق ؟هؤلاء العراقيون البسطاء الذين يقطعون المسافات الطوال مشيا على الاقدام لزيارة الحسين مفعمون بطاقة هائلة لا يمكن لأي قوة أن تنتزعها منهم، وهي طاقة حب الحسين بل والفناء من أجله، وربما لولا سعيهم المليوني هذا لم كانت لذكرى الحسين هذه القوة والحضور، لكن هذه الطاقة لم يتم توظيفها حسب معطيات اليوم وحاجاته، فبقيت الطاقة والشغف موجودين وغاب الهدف والتغيير منها. هؤلاء العراقيون البسطاء كانوا أول القوم تقديما لأرواحهم للدفاع عن وطنهم ضد الجماعات الارهابية وجرائمها الوحشية، ، كانوا أول من تطوع للذهاب وبذل النفس، ولا يمكنك أن تجد في هذه القلوب سوى الكرم والبذل والنخوة والعزم والصمود. العراقي شخصية متفردة ومن غيره يمكن أن يحيا في أرض أجدبت من ثمار السلام والراحة وأصبح جلّ حصادها من القنابل والتفجيرات ؟

بالحسين باقون !

“ جيتك بوحسن اشتكي، ضميت الحزن بقلبي وجيتك اطلب يمك مرادي “. هكذا يتجاوز العراقيون البسطاء مآسيهم اليومية التي لا يملكون تغييرها، تكثر المصائب عليهم وتمتلئ قلوبهم بالحزن والهم ، ما هو ترياق الحياة بالنسبة لهم؟ يذهبون الى حرم الأمير علي وحرم الشهيد حسين، وبجوارهما يناجون ربهم وبدلا من الشكوى لمخلوق لا يستجيب يشكون لحبيب رحل..هذه السيدة وعشرات غيرها يأتون بخبزهم اليومي من الشقاء فيحكون لأهل البيت عن الحبيب والابن والزوج وبشاعة الحياة ، ومنهم من مات ومنهم من ينتظر دوره في قطار الموت الذي يبدو أن الجميع سيركبه يوماً في العراق ، القطار الذي كان لابد للجميع أن يركبه طواعية ليبصر الحياة والأمل أصبحوا يركبونه دون اختيار باتجاه الضياع. 

هناك 3 تعليقات:

  1. مقال اكثر من رائع
    يحاكي الوجدان والفطرة السليمة
    شكرا للكاتبة الموقرة

    ردحذف
  2. للاسف الكاتبة لديها نفس قومي عروبي قبيح ليتها لم تسطرها هنا .. فماذا تقصد من هذه العبارة:وتمنيت أن تكون سماء الحضرة الشريفة وجدرانها وزخارفها عراقية أصيلة ، عربية الطابع والمُحيا تستند في قوتها من هويتها ومن حضارتها العتيدة ومن جذورها التي سقتها أنهار دجلة والفرات .
    كافة المراقد المقدسة تحمل الطابع الاسلامي الشيعي فقط وفقط، فلماذا دق الاسفين هذا بين الفرس والعرب بحجة الزخارف انها إيرانية؟ ؟
    ام هي محاولة للقول بان العراق بات محافظة ايرانية كما يشتهي الاعلام العروبي ترويجه

    ردحذف
  3. تتناولين مواضيع أكبر من حجمك !

    ردحذف