أول الكلام


نقرأ معاً.. نفكر معاً..الحياة مشاركة




الثلاثاء، 20 يناير 2009

الحصول على المعلومات ليس في تركيبتنا الجينية !

(1) يذكر الاستاذ الأمريكي وليام سايفر واصفاً رحلته إلى جبل شمس ومروره بإحدى القرى الصغيرة بأنه " لا توجد أي إشارة توضح أن هذا الطريق - في إشارة إلى قرية الحيل- يصل إلى أروع واد ضيق في منطقة الشرق الأوسط " ثم يضيف " وليس بالغريب أن يكون الطريق غير مبين بعلامة" ! ويستدل أستاذ الأدب الامريكي بمقولة لسفير الولايات المتحدة الأسبق لدى البحرين واصفاً عرب الخليج " توقع الحاجة إلى معلومات او الحصول عليها ليس في تركيبة حمضهم النووي" !.
(2) ورغم أن المعلومات المتعلقة بأسماء المدن والقرى وكيفية الوصول إليها بيسر ليست المعلومات الوحيدة التي تشكو تركيبتنا الجينية من نقصها، إلا أن الحديث هنا سيتركز على هذه الفكرة.
(3) تبدو ملاحظ سايفر صحيحةً إلى حدٍ كبير حتى اليوم. فرغم مضي فترات ليست بالقصيرة منذ أن تم التخلص من الدوارات في الشوارع واستبدالها بإشارات المرور، إلا أنك لا تجد ولو لافتة واحدة تشير إلى المناطق التي تتفرع إليها التقاطعات الجديدة. ومعظمنا يدرك هذه الأماكن ويتمكن من الوصول إليها كونها مسارات ألفنا على السير فيها منذ فترات طويلة.
(4) ولكن ماذا عن القادمين والمقيمين الجدد في السلطنة، ألا يحق لهم التجول في الشوارع والوصول إلى المناطق المختلفة بيسر ودون تكبد عناء السؤال والبحث وتضييع الوقت؟ وماذا عن السائح الذي يزور السلطنة؟ حتى لو افترضنا أن السائح يتنقل عبر سيارات الأجرة أو حافلات النقل السياحية، ألا يكون ممتعاً ومفيداً لهذا السائح أن يتعرف على أسماء المدن والمناطق المختلفة التي يتجول فيها وحولها؟
(5) ويبقى السؤال إلى أي مدى ستكون الخرائط السياحية المتوفرة في بعض المكتبات في مسقط مفيدة للسائق الجديد أو السائح الذي يحب التنقل في سيارة خاصة، فحتى لو كانت أسماء المناطق والقرى واضحة على هذه الخرائط، فإنها غير موجودة على الواقع ولا أثر لها بأية علامة على الشارع !
وردت هذه المعلومات( الفقرة الأولى) في مقالة مترجمة لـ (خالصة الأغبرية) عن مذكرات أستاذ الأدب الأمريكي السابق في جامعة السلطان قابوس وليام سايفر. عنوان المقالة (جبل شمس في عيون أمريكي) ملحق شرفات، جريدة عمان 14 نوفمبر2007

هناك تعليق واحد:

  1. رغم اعتبر قول السفير الامريكي في البحرين عن حضمنا النووي ، تكبرا و استعلاء منه علينا، و غرورا ممجوجا لا يليق به التفوه به و هو في ضيافتنا ، إلا أنني اتفق مع حقيقة افتقارنا الى ثقافة اللوائح الإرشادية (أو هي افتقارنا الى فن السياحة و فن خدمة السياح في بلداننا)، و تفضيلنا قاعدة (اخدم نفسك) ، فإذا كان السائح لا يعرف الطرقات فليسأل و ليجرب ، ترا في عمان عندنا إلا شارع واحد و ما يبغاله سالفة حتى تحفظه عن ظهر قلب من أول مرة سير فيه .

    ردحذف