أول الكلام


نقرأ معاً.. نفكر معاً..الحياة مشاركة




الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014

كلنا قرود



تسببت عنصرية أحد المشجعين في ملعب رياضي في جلب الشهرة لفاكهة جميلة ولذيذة وغنية بالبوتاسيوم هي فاكهة الموز . ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد إذ انطلقت حملة عالمية ضد العنصرية بعنوان (كلنا قرود) تتخذ من الموز شعارا لها. وتبدأ القصة في مباراة جمعت مؤخرا بين فريق برشلونة وفياريال على الملاعب الاسبانية، حيث قام أحد جماهير فياريال بالقاء موزة على اللاعب البرشلوني الأسمر داني ألفيس وهو تصرف وقح يهدف إلى مقارنة اللاعب بالقرود. الجميل في الأمر هو رد اللاعب نفسه الذي كان فريقة متأخرا حتى تلك اللحظة، ولكنه تناول الموزة الملقاة على الأرض بكل بساطة وقام بالتهامها كاملة قبل ان يكمل ضربته الركنية.

ويبدو ان تلك الموزة العنصرية كانت بحق موزة الحظ التي أُلقيت على داني ألفيس حيث تسببت كراته العرضية في تسجيل هدفي برشلونة الاول و الثاني قبل ان يسجل ميسي هدف الفوز الثالث. ويستحق الموز بذلك ان ينال شيئا من المديح في تسببه بهذا الفوز ، فالمعروف ان الموز يساعد في تحفيز القدرة الدماغية لاحتوائه على البوتاسيوم كما انه يعتبر من الفواكه التي ينصح الرياضيين بتناولها ، خاصة وأنه يحتوي على ثلاثة سكريات طبيعية - سكروز وسكر الفواكه والجلوكوز، وهو ما يمنح الشخص دفعة كبيرة و وفورية من الطاقة. 

وبعد المباراة انطلقت حملة واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي تضامنا مع داني الفيس ضد العنصرية، بدأها البرازيلي نيمار زميل الفيس حيث وضع صورة شخصية له بصحبة أبنه وهو يأكل الموز على صفحته في أحد مواقع التواصل الاجتماعي مع تعليق "فلتذهب العنصرية إلى الجحيم”. وقام العديدون بتقليده حيث نشروا صورهم مرفقة بموزة في هاشتاق اطلقوا عليه اسم “كلنا قرود”. ورغم ان هذه الحملة انطلقت بشكل عفوي وغير مقصود من اللاعب الفيس داني إلا أن الاهتمام الذي نالته من قبل المشاهير والسياسيين قد يدفع الى استثمار الفواكة والغذاء الصحي في حملات ذات أهداف اجتماعية واقتصادية أخرى وقد يكون من أهم فوائدها دعم الانتاج المحلي. 


وبما ان الشيء بالشيء يذكر فإن هناك دولا تعاني من ازمة موز خانقة بين فترة وأخرى، حيث أذكر جليا توقفي عن أكل الموز لم يقارب التسعة أشهر في عام 2006 حين تعرضت محافظة كوينزلاند الاسترالية لإعصار لاري الذي قضى على 70٪ من مزارع الموز الاسترالية مسببا ارتفاع سعر الكيلو الى ما يقارب 14$ دولارا استراليا، وهو رقم قياسي أدى إلى اختفاء الموز من الاسواق المحلية. وتكررت أزمة الموز مجددا في عام 2011، حيث تسبب اعصار آخر يحمل اسم ياسي بالقضاء على مناطق زراعة الموز التي توفر ثلاثة ارباع الطلب في استراليا. ولم يتمكن الاستراليون من اكل الموز مجددا لشهور طويلة بسبب معارضة المزارعين الاستراليين للموز المستورد خشية انتقال الآفات الزراعية الى محصولهم المحلي.


ما يمكن أن يوجز في مسألة العنصرية انها كريهة، ومحاربتها بالموز فكرة مغذية ولا بأس ان نتجه عالميا الى استخدام الفواكة والخضروات في حملات هادفة !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق