أول الكلام


نقرأ معاً.. نفكر معاً..الحياة مشاركة




الثلاثاء، 20 يناير 2009

الإعلام العربي وحرب المصطلحات

خطا الإعلام العربي خطوات ايجابية في السنوات الأخيرة فيما يختص بطرح ومناقشة العديد من القضايا العربية ، إلا أن دعوى الحيادية التي تريد أن تتبناها وتتخذها شعاراً بعض وسائل الإعلام العربي ، قد أصبحت تشكل حاجزاً ضد تبني قضايانا الملحة والدفاع عن حقوقنا بقوة بل وبشراسة ، وبدعوى الموضوعية ربما ابتعدنا عن نقد النقد الذي تمارسه وسائل الإعلام الغربية ضدنا ، وبدعوى الموضوعية انحصرت جهودنا في كوننا مجرد مدافعين لكل ما نتعرض له من اتهامات ، ونستميت في هذا الدفاع حتى الإنهاك ، ورغم ذلك لا نحصل على التغيير المطلوب . على الإعلام العربي أن يتخلص من عباءة المظلوم واستراتيجية المدافع الذي يحاول أن يثير تعاطف العالم وشفقته لكل الحروب النفسية والمادية والثقافية والسياسية التي يتعرض لها ، على الإعلام العربي أن يتخلص من عقدة المضطهد والحبيس دوماً .

إنه عصر المقاومة ، هذا هو الشعار الذي ينبغي أن نتبناه ، إنه عصر الهجوم وليس الدفاع ، فقد دافعنا طويلاً ، ولم نجني من الدفاع غير الذل والتناسي . إلى جانب ذلك فقد غدت مواطن ضعفنا مكشوفة لمن يريد استهدافنا ولن تزيدنا سياسة الدفاع إلا تعرية ، علينا أن نتقن استراتيجية الهجوم الإعلامية ، ما دمنا فاشلين فيها سياسياً - عدا بعض الاستثناءات المشرفة- علينا أن نواجه الاتهامات الموجهة إلينا لا بالدفاع عنها بل بسياسة الهجوم المضاد ، وجعل الطرف الآخر في موقع المدافع ، وهو ما يكسبنا الأولوية في التحرك والابتكار .

تمارس الولايات المتحدة- منذ أمدٍ طويل- سياسة خلق المصطلحات ، وهي بذلك تصف المجاهد بالإرهابي ، وتصف الثائر بالمتمرد ، وتصف من يطالب بحقوقه بالخارج عن القانون ، وتحيل المُعتدي إلى معتدى عليه ، وتصف الاحتلال بالتحرير ، وتنتهك حقوق الإنسان علانية فيما تشجب الممارسات ذاتها بشكل انتقائي واضح . هل سيبقى الإعلام العربي متلقي مثالي لهذه الحماقات ؟
ومتى سيدخل صناعة المصطلحات هذه ؟ متى سيقلع عن إطلاق لفظ الدولة على اللقيطة إسرائيل ؟
وللإعلام العربي سوابق تُحنى لها الرؤوس خجلاً ، ألم يكن هذا الإعلام يتعامل مع المقاومة الإسلامية - قبل انتصارها- في جنوب لبنان باعتبارها حزباً إرهابياً يستهدف المدنيين الإسرائيليين ؟ يا للأبرياء !! ويا للعجب !!!

من المخجل أن تتنقل بين الفضائيات العربية فلا تجد تغطيةً للحفل التأبيني الذي أقامته حركة حماس لتأبين الشيخ الشهيد أحمد ياسين إلا في قناة فضائية تفردت بنقل الحدث ، في وقت يطل علينا الإرهابي الأكبر بوش من كل الشاشات العربية لمجرد تفوهه بكلمة آه !
نعم لماذا لا نتعامل مع صناعة المصطلحات بجدية أكثر ، لماذا نخجل من وصف بوش وعصبته بالإرهابي ، بل وكل الإدارات الأمريكية السابقة له ، تشهد بشكل صارخ على إرهاب الولايات المتحدة . لماذا هذا التواضع البغيض ؟ لماذا يبقى وصف إسرائيل بدولة الاحتلال رهناً بالمجازر التي ترتكبها، هل نحن بحاجة إلى مجازر دورية لتذكرنا بهذا المصطلح ؟
2006


هناك تعليقان (2):

  1. موضوع جميل

    ردحذف
  2. شکرا لصراحتک
    معك في هذاالطرح دكتور
    الموضوعية.... بدون التخلي عن قضايانا المصيرية

    ردحذف